حين هممت بالرحيل استوقفتنى بصوتها العذب تنادينى باسم الشهيد قالت: يا ولدى يا "طلبه "هكذا كان اسمه
اخبرتها بصوت حنى يا جدتى: انا لست هو
قالت: ياولدى بل انت هو
ضحكاتى تسبقنى اليها…. الى جوارها اجلستنى…. يداها تمران على شعرى.. تحضنى ….تقبلنى فى جبهتى
لا تغضب ياولدى
انا اعلم انه مات - قالتها واسترجعت بسرعة - لا بل استشهد
لكنك ياولدى تحتل منى مكانه….. عيناه هكذا كانت…. شفتاه…. ضحكاته…. ابتساماته… بل صوته هو صوتك وفعله هو فعلك
نظرت اليها فى حياء جدتى كيف مات ؟
علا صوتها وهى تنهرنى وتطردنى من جوارها بل استشهد يا ابن الـ….. ضحكاتى تتعالى وهممت بتقبيل يداها و اغرقتنى بالقبلات
هو لم يمت ياولدى بل قل ذهب الى الجنه
اجلس ياولدى واقترب كى اشم رائحته
منذ اربعين عام ولم اشتم رائحته هى اذكى من رائحتك لكنها ايضا لم تفارقك
حين فارقنى ولدى ليعود لجبهة القتال -وكنت قد زوجته قبلها بأسبوع- حين امسك بالباب ليغلقه خلفه نهرته وطلبت منه ان يتركه لكنه كان يخشى علينا من برد الشتاء . اغلق الباب ياولدى ولم يفتح من يومها الا لاستلام العزاء
اخبرونى ان ولدى قد قتل وأخبرتهم انى اعلم منذ فارقنى …. لم تنزل من عينى دمعه…. لم يتحرك من يومها نصف جسدى حزنا عليه…. انتظرت الموت يا ولدى كى القاه ….. يوم ولدت انت وعندما رايتك يومها ادركت ان ولدى قد عاد
قد عاد حبيبى ليلملم جرحى ويزرع فى اركان الدار بساتين السعادة
دموعها تتهاوى وقبلاتها لى تزداد .لحظات ومدت يدها لتخرج لى من جيبها تفاحتان . قالت ياولدى هذه لك والأخرى اعطيها للسائل صدقه على روح اخيك
امسكتهما بيدى وحملتهما معا للسائل
ابتسامتها ترتسم وتفتح احضانها لى … ارتميت بداخله عميقا عميقا قالت ياولدى هكذا فعلها اخاك منذ سنين
---------------------------------
إهداء الى الخال الشهيد طلبه خاطر