صفـــصافـة عـصام الديـــن
الثلاثاء، 6 مارس 2012
عائد من بعيد
الثلاثاء، 9 أغسطس 2011
السبت، 10 يوليو 2010
ام الشهيد
حين هممت بالرحيل استوقفتنى بصوتها العذب تنادينى باسم الشهيد قالت: يا ولدى يا "طلبه "هكذا كان اسمه
اخبرتها بصوت حنى يا جدتى: انا لست هو
قالت: ياولدى بل انت هو
ضحكاتى تسبقنى اليها…. الى جوارها اجلستنى…. يداها تمران على شعرى.. تحضنى ….تقبلنى فى جبهتى
لا تغضب ياولدى
انا اعلم انه مات - قالتها واسترجعت بسرعة - لا بل استشهد
لكنك ياولدى تحتل منى مكانه….. عيناه هكذا كانت…. شفتاه…. ضحكاته…. ابتساماته… بل صوته هو صوتك وفعله هو فعلك
نظرت اليها فى حياء جدتى كيف مات ؟
علا صوتها وهى تنهرنى وتطردنى من جوارها بل استشهد يا ابن الـ….. ضحكاتى تتعالى وهممت بتقبيل يداها و اغرقتنى بالقبلات
هو لم يمت ياولدى بل قل ذهب الى الجنه
اجلس ياولدى واقترب كى اشم رائحته
منذ اربعين عام ولم اشتم رائحته هى اذكى من رائحتك لكنها ايضا لم تفارقك
حين فارقنى ولدى ليعود لجبهة القتال -وكنت قد زوجته قبلها بأسبوع- حين امسك بالباب ليغلقه خلفه نهرته وطلبت منه ان يتركه لكنه كان يخشى علينا من برد الشتاء . اغلق الباب ياولدى ولم يفتح من يومها الا لاستلام العزاء
اخبرونى ان ولدى قد قتل وأخبرتهم انى اعلم منذ فارقنى …. لم تنزل من عينى دمعه…. لم يتحرك من يومها نصف جسدى حزنا عليه…. انتظرت الموت يا ولدى كى القاه ….. يوم ولدت انت وعندما رايتك يومها ادركت ان ولدى قد عاد
قد عاد حبيبى ليلملم جرحى ويزرع فى اركان الدار بساتين السعادة
دموعها تتهاوى وقبلاتها لى تزداد .لحظات ومدت يدها لتخرج لى من جيبها تفاحتان . قالت ياولدى هذه لك والأخرى اعطيها للسائل صدقه على روح اخيك
امسكتهما بيدى وحملتهما معا للسائل
ابتسامتها ترتسم وتفتح احضانها لى … ارتميت بداخله عميقا عميقا قالت ياولدى هكذا فعلها اخاك منذ سنين
---------------------------------
إهداء الى الخال الشهيد طلبه خاطر
الخميس، 8 يوليو 2010
نسمات
حين مررنا على اطلال دورهم وامتدت نظراتنا لتحضن اثار المكان الموحشة
وحامت حولنا غربان سود وبوم …..
وهبت احدى دوامات الريح لتبعثر على المكان تراب ذهبى كبائع اسماك يرش اسماكه برزاز الماء
لم نتمالك انا و حبيبتى دموعنا وصار الدمع الثخين يشق انهار اللوعة والألم عبر فسيفساء خدها المتألق بالاحمرار تحت ضوء الشمس
كانت تخبأ عيونها من عيونى
كانت دموعها تتساقط تحت اشعة الشمس كحبات لؤلؤ تحتضن خدها فى شوق
الصوت يتحشرج فى حناجرنا والصمت الرهيب يكفن المكان ويرسم ملامح الموت عليه
خطوات قليله كانت كافيه لعبور الجسر الممتد على ترعه راكدة المياه كى نجلس اسفل اشجار الجميز المتناثرة على امتداد النظر
جلسنا … وبنبرة صوت واحده وفى ذات اللحظه خرجت كلمه من فمها ومن فمى…… تراها تعود من هناك ؟
اطلقت حبيبتى العنان للبكاء
اوراق الاشجار تدلت كى تمسح دمع حبيبتى
انين جذوعها يتعالى كعازف ناى حزين
تتساقط فى خشوع حباتها ترسم على الارض قلوب وسهام
تتمدد على الارض حبيبتى … تغفو قليلا ….تمر لحظات وساعات
صوت من بعيد يردد هيهات ان يعود اليكم من مات
تستند برأسها على كتفى تزرع اصابعها فى جسدى وتتعالى من بعدها الضحكات
لن تعود حبيبتنا ابدا…. لن تعود
الثلاثاء، 22 يونيو 2010
فاطمة
تراهـا نائـــمة بيـــــن النجـــوم ؟
تراهــــا تطير؟ تراهــــــــا تحوم ؟
لا تحجبها شمس لا تخفيها غيوم
فى كـــــــل ركــــــــــن اراها بقلبى
اغمـــض عينى تـرقــــص عنــــدى
افتــــح جفنــــى تقــــــــــبل ثغــرى
اهيـــم ورائـهـــا تـــــــهرب منـــى
تفــــر امامـــــى كمهـــرة اصيــــله
عيـــــون المهـــــا و فتــاة الفضيله
الاثنين، 21 يونيو 2010
ابحث عنك
الجمعة، 11 يونيو 2010
الى فاطمة العشق
الجمعة، 23 أبريل 2010
توته توته …. كوخ وحدوته

الجمعة، 12 مارس 2010
على مصطبة شيخ البلد 9
الثلاثاء، 9 مارس 2010
على مصطبة شيخ البلد 8
الاثنين، 1 مارس 2010
برحيلك يا فارسى أغلقنا ميادين الحرب
الجمعة، 26 فبراير 2010
وقفه ثم نستكمل المسير
لا ادرى لماذا تنتابنى رغبه ملحه فى الوقوف مع ذاتى
مراجعة حياتى بكامل تفصيلها
لديا رغبه فى فتح دفاترى المغلقه
فى عمل كشف حساب
فى اعادة التفكير فى قراراتى المصيريه
محاولة الالتفاف من الواجهة الخلفيه للأحداث
محاولة رؤية كل ماله علاقة بحياتى من شباك الجيران
ارغب فى الحكم على الامور من كراسى المتفرجين
من منا قراراته الصحيحة اكثر من خطاياه ؟!!
كلنا ذو خطأ هكذا قالوا من قبل
دراسة علاقتى بأصدقائى
دراسة علاقاتى العمليه
دراسة علاقاتى الإنسانيه
التمعن فى ذاتى
فى حياتى.
الاشخاص لدى اربع فئات
الاهل والأصدقاء والزملاء
و اساتذتى " معلمين ,ادباء , مدونون , وملهمى فكر "
علاقتى بالأهل هى الافضل فى حياتى
علاقاتى بزملائى فى العمل لأنها مبنية على التنافس وغالبا على الاستغلال والوصولية فهى الأسوأ
اصدقائى هم الواحه التى اهرب اليها الماء السلسبيل والخضرة والقلوب البيضاء
اساتذتى …… فى مراحل التعليم لا انسى من علمنى وشد على يدى ودلنى على طريقى
ادبياً اساتذتى هم كل من قدم احساس قلب قبل ان يكتب كلمه
قصصيا يمكننى ان اذكرهم بالأسماء فهؤلاء لهم فضل كعبد الوهاب مطاوع وسهى ذكى
و الاخيره لها مكانه خاصة لدى فكلماتها بها خصوبة ارضنا المصريه وعافية فلاح وبسالة مقاتل وصبابة عاشق ونعومة الحرير ورقة الفراشات وحرية نسر فى عنان السماء
فى حياتى مفرق طريق وشاطئ بحر وحافة جبل وجرف هارى
فى حياتى قنديل وقمر وشموس ونجوم
فى حياتى مبخرة الصوفى وأقلام ادريس وأوتار عشق
فى حياتى انامل ذهبيه تدق على اوتار القلب
فى حياتى عينان يرمقانى لا يدعونى اهرب منهم هم سكنى و مرساتى
فى حياتى فاطمة العشق ريحانة قلبى ونسيم العصارى
فى حياتى رغبه أكيده فى ان اقف قليلا لكى استمر
الأحد، 24 يناير 2010
على ضفاف الحب
أعددت الخيمة العربية وأشعلت النيران على رؤوس الجبال كى تستدل بها حبيبتى
على ضوء القمر ألمح خيالات تتلاعب بسفوح الجبال أنوار كأنوار المدن الباريسية البعيدة …. ادنو منها … ادنو اكثر.. اسافر مسافات ومسافات تفر الأضواء أمامى كفرار المها من براثن اللبوءات
مع كل ليله من لياليها أنهض على لفح حرارة الشمس لأجد نفسى قد سقطت من فوق سريرى وبعض من تلك الحلوى ما تزال بيدى
حبيبتى
- وهمساتك الرقيقة تطبع على جبين الحرف الف قبلة بدفء وغنج وعفوية وشفافية تحتضن الكلماات لمست حرف رقيق هامس يشدو بالحب فتطبع على جبينه حبيبته قبلة ونسى انه يطبع بهمسه على وجنتيها الف الف قبلة بهذا الحرف الرقيق صدقاً راق لي الهمس هًنـأ مررت كثيراً وكدت أتركـ تعليقي المتواضع ولكني في كل مرة أرحل قبل الكتابة ثم أعود لقراءة من جديد دمت رقيق الحرف ودي وإحترامي هنا الأربعاء,
- يناير 20, 2010 5:21:00 ص
- يالها من قطع حلوى تصر البقاء في اليـد ربما تقابل الحبيبة فتهدى أليها همس رقيق مفعم بالإحسآآآس دام الحرف بجاذبية حضوره ودي وإحترامـــي الأربعاء,
- يناير 20, 2010 5:29:00 ص
الجمعة، 22 يناير 2010
وفاة اسم ومولد اخر
حين انشئت مدونتى وبدأت التفكير فى اسم استخدمه فى التدوين كانت البداية مع اسم – واحد من الناس – كان اسم عادى ولكنه كان كطفل يكبر امامى وازداد تعلقى الشديد بالاسم واعتقد ان هناك من اهتم للاسم وتعلق به من اصدقائى الاعزاء
لكن وصلنى اليوم واليوم فقط رسالة ارسلها لى شخص يحمل نفس الاسم يطالبنى بتغير اسمى لأنه تأثر كثيرا بسببه وحدث له مشاكل بسببه ايضا
وبسبب التأثير الشديد لكلماته ولارتباطى باسمى توجهت الى مدونته وطالعت تاريخ بدايته وتأكد لى انه سبقنى الى التدوين وربما الاسم ولذلك كان القرار الوحيد امامى هو تغير الاسم اولاً احتراما لأسبقيته اليه ثانياً لرغبتى الشديدة فى التميز وعدم حدوث اى التباس بسبب الاسم
التغير والتخلى عن اسم عاش معى لفترة زمنيه لم يكن بالقرار السهل فكان اقرب ما يكون لفقدان الابن ولذلك كنت شديد الاصرار على عدم استخدام اى اسم غير اسمى الحقيقي لانى لا ارغب فى تكرار فقد الابناء
السؤال الذى شغل تفكيرى الليله وارغب فى مشاركته مع اصدقائى … لماذا هذا الارتباط العاطفي بأشياء بسيطة جدا ؟ و التى لا نعرف قدرها إلا بعد فقدانها ؟
الخميس، 21 يناير 2010
تنويه
تقرر من اليوم تغير الاسم الخاص بالمدونة من واحد من الناس الى الاسم الحقيقى ( عصام الدين )
وأتقدم بخالص الاعتذار للشخص الذى تشابه اسمى السابق معه
واسمحوا لى ان اعتذر من الجميع
واحد من الناس سابقاً
عصـــــــــام الدين
الجمعة، 11 ديسمبر 2009
على مائدة عم بدر السودانى
يوم عيد الأضحى عقب صلاة الجمعه بإحدى الدول العربية , ألتفت فوجدته بجوارى يمسك بيدى والابتسامة الجميله تعلو وجهه الأسمر ….. إشراقه جميله ….. ابتسامه تجعل السعادة تغمرك …… تشعر تجاهه بود وحب غريب
أصر عم بدر أن يصطحبنى معه لتناول غذاء أول أيام العيد الإصرار الذى لم أملك معه أى سبيل للتهرب أو التملص
بأحد قاعات المنزل التففنا حول تلفاز البلازما نتابع إحدى القنوات الوثائقية وكلماته الحلوة تعيد الىً الحياة من جديد كان يتحدث بحرفية الخبير فى معرفة أساليب القصص لحظات غبت فيها فى تفكير عميق طوفت خلالها أرجاء العالم من شرقه لغربه
حكايات أهالينا بالسودان احتفالاتهم عاداتهم, ودهم , حبهم للضيف وروايات تتمايل معها طرب
لكن علقت بذهنى قصه وجدتها حاله انسانيه تستحق أن يعيها عقلى ويتفحص جوانبها وأن يذكرها قلمى وتحتويها أحضان مدونتى
تدور القصه حول أحد الصيادين الذى يعمل فى الصيد بواسطة الكلاب المدربه كان هذا الصياد خارج لتوه من تجربة زواج فاشلة هجر على أثرها المجتمع ليسكن وحيدا فى كوخ بعيدا . أختار الصياد من كل كلابه المدربه كلب مخلص واحد فقط ليصاحبه فى منفاه الاختيارى ولد هذا الكلب من أب ذئب لكنه تعلم من أمه الوفاء
صار هذا الكلب رفيق الصياد برحلات صيده وشريكه فى كوخه ونديم كأسه أعتاد الكلب أن ينام بأحضان الصياد وان يستمع لحكاياته كل ليله دون ملل او كلل
لكن لأن دوام الحال من المحال فقد صادف الصياد بأحد رحلات صيده فتاة جميله جدا استطاع ان يخلصها الصياد من أيدى خاطفيها وعلم بعدها إنها جاريه سلبت من بلاد بعيده
أصطحبها الصياد الى الكوخ لتعيش معه ثم تطورت الى حالة حب ومن ثم زواج كان الكلب فى كل هذا رفيق لحواراتهم ولضحكاتهم وللحظات الغزل والعشق لكنه لم يكن يدرى أنها بمجرد الزواج سوف يترك كوخه ليعيش لياليه الباردة نائم أمام باب الكوخ وحيدا يتسمع لضحكاتهم من بعيد
أشهر قليله وأصبح للكلب شريك ثالث فى صاحبه فقد رزق الصياد بولد صغير , أعتاد الكلب على أن يكتم غيظه وأعتاد على أن ينام يحرس صاحبه خارج الكوخ وحيدا , لم يمنح القدر الصياد فرصه أكبر للاستمتاع بالزوجة الجميله فأصابها مرض وماتت على اَثره وتبقى الصياد وكلبه وأبنه الوحيد
لكن كيف لهذا الصياد أن يغدوا لصيده ويترك ولده وحيد فى هذا المكان المهجور ؟ لكن لابد لهم من طعام , ثقة الصياد فى كلبه كانت بلا حدود فأصبح يترك الولد بصحبة الكلب ويذهب للصيد ويعود بالمساء وينام بكوخه مع الكلب والولد
ذات مساء وعند عودت الصياد من الصيد صدمه ما رآه لم يجد الولد , فقط وجد الكلب وقطرات الدم تتساقط من بين أنيابه وهو يلهث وينظر الى الصياد
أصاب الصياد حاله من الجنون تذكر أن هذا الكلب أبن لذئب , وكيف له أن يؤمن أبن الذئب على ولده ؟ تعالت صيحاته وحمل عصاه وانهال على راس الكلب بضربات قاتله كان كلما رفع يده بعصاه رفع الكلب رأسه ونظر اليه ودموعه تنساب ولا يقاوم كانت عيون الصياد تهرب من أن تلاقى عيون الكلب وينهال بأقصى قوه على رأسه حتى لفظ الكلب أنفاسه
جلس الصياد على باب الكوخ يبكى أبنه ويلعن كلبه ….. لحظات مرت فى صمت رهيب لم يقطعها إلا صوت من أعلى شجره أمام الكوخ لطفل يبكى …. رفع الصياد رأسه فوجد طفله معلق بعناية وسط تجمع للأغصان تحميه من السقوط قفز الصياد اليه فوجده بخير وبعض قطرات الدم تلوث ثيابه
جال الصياد حول الكوخ وجد أحد الذئاب مقتول وملقى خلف الكوخ وبفمه بعض الأجزاء من ثوب الطفل
سقط الصياد على ركبتيه منهار عندها فقط أدرك أن الكلب خاض معركة دامية مع الذئب "أباه" حتى قتله وحمى الطفل من أنيابه
عندها أدرك الصياد معنى دموع الكلب حين أراد قتله , لم يبكى الكلب خوفا من الموت بكى الكلب لغدر لفراق صاحبه .
شكرا يا عم بدر يا سودانى يا جميل
الخميس، 10 ديسمبر 2009
على مصطبة شيخ البلد 7
الريف
أستمتع كثيرا بالحديث عن الريف أشعر بحالة عشق تجاه كل ما هو ريفى أشعر بمسئوليتى تجاهه وتجاه فلاحيه أتألم لآلامهم وأفرح لفرحهم
حين يجتاحنى الملل – وكثيرا ما يحدث- أهرب الى غيطانه أقتطع سويعات لإعادة شحن بطارياتى أرى الكبرياء فى شموخ النخيل وأشجار الكافور وأشعر بالقشعريرة لرؤية مياه الجداول تنساب أمامى أملئ صدرى بنسيمه أعانق بعيونى فلاحيه وحيواناته التى أعشقها
أشعر بألم شديد لحال الفلاح المصرى هذا الإنسان الجميل والدافئ فى أحاسيسه الذى يمثل بمعالم وجهه وبخرائط الزمن التى رسمت على وجنتيه تاريخ بلد هى منذ فجر التاريخ تقدس الفلاح
أتوغل بخطواتى الى أعماق الغيطان – الحقول – كلما تقدمت أكثر أدركت واقع أخطر الفلاح لم يعد يمتلك من الارض إلا الفتات بضع قراريط من الارض المجهده رغم إعادة تشكل معالم الحدود الفاصله بين الملكيات بالريف فلقد بدأت معالم إقطاعيات جديدة تظهر للوجود تتعجب إذا علمت أنها ليست أملاك للفلاحين فقد تحول الفلاح من مالك الى اَجير يزرع الارض مقابل قوت يومه
حين تتساءل عن الملاك الجدد او طبقة الإقطاع الجديدة تكون الصدمة حين تعلم إنهم ليس إلا حفنه من كبار الموظفين والمستشارين ومديرى الإدارات ورؤساء الجمعيات الزراعيه والمجالس المحليه للقرى والمدن الصغيره
يتسلل اليك بلؤم ودون قصد نفس السؤال " من أين لك هذا" تجد نفسك تجلس على الارض وتعد على أصابعك سنوات الخدمه للموظف فلتكن 30 عام وتضربها فى عدد شهور السنه لتجدها 360 شهر اى 360 راتب وتضيف اليها الحوافز والعلاوات والرشاوى المستحقه فلنقل 400 راتب لو خصمنا من الراتب مصاريف الأكل والشرب والملبس وتعليم الابناء والدروس الخصوصية والسيارة والبنزين والعلاج وووو ونخصم ليه؟!! فلنعتبره بخيل ويوفر كل شهر 500 جنيه ليكون إجمالى الراتب للموظف المحترم 200 ألف جنيه بالتمام والكمال مع العلم بأنه لم يسبق له السفر للخارج ولا يوجد لديه ميراث يغنيه
السؤال الأهم كم يبلغ ثمن الفدان الواحد من الارض ؟
الفدان الجيد فى حدود ال200 ألف جنيه وثمن أرض الإصلاح الزراعى فى حدود 100 ألف جنيه اى أن الموظف المحترم يستطيع شراء فى حدود من فدان الى اَثنين فلنقل خمس أفدنه فمن أين أتت العشرة أفدنه والعشرون ؟ ومن أين تأتى 200 فدان بجبل الصالحيه و500 بسيناء وأمثالهم بسهل الطينه ببورسعيد ؟
هل رواتب الحكومة المصريه تحسنت للحد الذى يفرز ملاك إقطاعيات بمثل ما هو موجود الآن بجنوب سهل الحسينيه ؟
تساؤلات كثيرة وكثيرة جدا تتسلل اليك لا تترك لك فرصه للاستمتاع فتجد نفسك تعود الى دارك وأنت مصاب بالاكتئاب والحسد والحقد الطبقى وربما خرج عليك من يتهمك بالشيوعية
هل تعلم
هل تعلم أن نسبة العاملين بالزراعة فى مصر "الفلاحين" تصل الى نحو 55% من القوى العامله فى مصر وأنهم لا يملكون نقابه تحميهم ولا تأمين صحى يعالجهم ولا معاش يؤمن لهم حياه كريمه فى اَواخر أيامهم
هل تعلم أن إنتاجية القيراط الواحد لا تتعدى نصف ما ينفق عليه من أسمده فقط
هل تعلم أن الفلاح هو المصرى الوحيد الذى يسدد الضريبة العقاريه على الارض- التى كان يملكها قبل سنوات طويلة وتم بيعها- ومازال مستمر فى الدفع خوفا من قيام الحكومة بالحجز على حوائط الدار ولا أدرى لماذا لا يحجزون على الارض ذاتها ويتم الحجز على الدار أم أن الحكومة متاكده أنه لا يملك سوى الدار؟
هل تعلم أن الفلاح أصبح هو المتهم الوحيد بالزيادة السكانية فى مصر وربما يخرج علينا قانون بإزالة رجولته وجعله من الخصيان
هل تعلم أن 99% من علماء وأطباء وفنانين وقادة ونوابغ مصر من الريف
للحديث بقيه
السبت، 28 نوفمبر 2009
بلا رتوش او تجميل للكلمات
لا أدرى هل أعيب على الغربه أم أشكرها فلولاها ما خرجت من الدائرة الضيقه التى كنت محبوس بداخلها تعودت أن أنظر للحياة من منظور ضيق ولا تتسع مداركى سوا لأدراك وجهة نظر محليه لأحداث العالم فكل ما يقال من وجهات نظر او أخبار عبر وسائل الإعلام المحليه تصبح حقيقة لا جدال فيها ولا مزايدة عليها. ولكن من جرب الاغتراب خارج أرض الوطن يستطيع أن يرى الاحداث من منظور أوسع ووجهات نظر مختلفة
بعد كل هذه المقدمه
لابد أن أدخل فى الموضوع كما يقال فى مصر " خش فى الموضوع" عايشنا جميعا أحداث مباراة السقوط العربى بين مصر والجزائر ولقد أكرمنى الله بأن عايشتها وسط جمع من جنسيات عربيه مختلفة , الى جوارى السودانى والسعودى والمغربى والسورى واللبنانى واليمنى والمصرى المتعصب والمصرى الذى لا يدرى من المباراة سوى أنها معركة
وسط كل هذه الجنسيات كان لابد لى أن أكون سفير لبلدى فأدافع عن كرامتها واثأر لهزيمتها , الجميع لم يشاهدوا سوى أحداث المباراة المتمثله فى التسعون دقيقه وهى بحمد الله كانت خاليه من المعارك والمشاحنات ومرت مرور الكرام ولذلك فجميع العرب متيقنين أن هزيمة مصر كانت على أرض الملعب هزيمة رياضيه لم يشوبها شائبة وأن أى رد فعل من المصرين لن يكون سوى تبرير الهزيمة
ولذلك كان لابد لى أن انسحب كاتم غيظى فى صدرى ودون أن اطلق حتى اَهات الحسرة وأن أتحلى بالروح الرياضيه
ولكن ما أقلقنى ولم يسمح لى بلحظة نوم واحده ليلة هذه المباراة هى شماتة الاخوه العرب وفرحتهم البادية على الوجوه ومكالمات الجوال التى تتشفى فى مصر وهزيمتها وربما يتسع المجال لتفسير أسباب أفراح العرب لهزيمة مصر
شاهدت أحداث ما بعد اللقاء وشاهدوه العرب جميعا وانتظرت لليوم التالى لكى ألمس لديهم رد فعل يدين الهجمات الهمجيه التى تعرض لها الجمهور المصرى وللأسف صدمنى رد الفعل العربى وإليكم بعض هذه الردود
انا :- رأيت ما حدث فى بلدكم يا عم بدر " سودانى الجنسيه" ؟
بدر سودانى :- شنو حصل ؟!! يا مهندس …. لو منتخب مصر فاز وتأهل لكأس العالم ونصف الجمهور فقد حياته هل كان الإعلام المصرى سوف يقيم الافراح أم سوف يتابع الجنازات ؟
انا : نظرات استفهام
بدر :- لماذا تبرر الهزيمة؟
ابو احمد يمنى :- أين الروح الرياضيه يا مصرى؟ الجزائر هزمت منتخب مصر وانتهى الامر
سعودى :- يا مصرى هناك مثل مصرى يقول " لا تعايرنى ولا اعيرك الهم طايلنى وطايلك"
عمر المغربى :- أين القنوات المصريه عقب المباراة ؟ ماذا لم تستمر أفراحهم وطبلهم ومزمارهم؟ أين شوبير وشلبى ومصطفى عبده ؟ هم سبب هزيمة مصر هم قاموا بشحن الشعب الجزائرى وأوصلوهم لدرجة الثأر لكرامة بلدهم , واحتفلوا بفوز مصر والتأهل لكأس العالم قبل مباراة الخرطوم وزرعوا فى لاعبى منتخب مصر أنهم تأهلوا لكأس العالم عقب مباراة القاهره وأنهم ذاهبون للسودان للاحتفال فقط لا غير
رامى الفلسطينى :- يا مهندس أين الجمهور المصرى الكروى ؟! أين روابط المشجعين ؟! أين جمهور الدرجه الثالثه؟! لماذا تعاملت مصر مع المباراة على إنها مهرجان سينمائى؟ وما كل هذا العدد من الممثلين والمطربين؟ ولماذا تواجد الحزب الحاكم وسط المدرجات بلوحاته وإعلاناته وقادته؟!
انا :- صمت
فراس سورى : هزيمة مصر تمت بالقاهرة قبل مباراة الخرطوم
عامر لبنانى : يا مصرى أين رجال اتحاد الكره المصرى ونجوم الكره المصريين ليلة المباراة؟!
بدر السودانى: ليلة المباراة كان جميع أفراد اتحاد الكره الجزائرى بالسودان للتجهيز للمباراة وكانوا جميعا يد وحده . لكن اتحاد الكره المصرى كان يرقص فى مصر على قناة مودرن
من يتحمل مسؤولية الاعداد للمباراة من الجانب المصرى؟
لا تقل لى السفير ….. هل السفير لديه خبرة إعداد مباراة كره ؟ السفير يستطيع ترتب الاستقبال والمعلومات ….. لكن من يرتب الجمهور والتذاكر والحكام ؟
اتحاد الكره المصرى ترك المباراة للجزائريين يديرونها على هواهم …. شحن لجنة الفيفا والحكام واللجنة المنظمه من السودان ضد مصر وشراء تذاكر الجمهور السودانى من السوق السوداء
أعتقد كان لا بد لى من الانسحاب
لأن اى كلام سوف يقال عن الاعتداءات على الجمهور سوف تكون تبرير ولن تجدى فى الضحك على الاخوه العرب لتمتعهم بمقدار من الذكاء والفهم للأحداث اكبر مما نتوقعه نحن
فى النهاية
خلاصة ما يدركه الاخوه العرب عن الاحداث
مصر هزمت بالقاهرة قبل أن تلعب فى الخرطوم
اتحاد الكره المصرى تخاذل عن دوره وترك ساحة المباراة للجزائريين وارتمى فى أحضان القنوات الفضائيه "موسم وسبوبه كل كأس عالم وانتم طيبين " كان الإتحاد فى انتظار أن يحقق الانجازات على يد المعلم لأجل ان يشاركهم فى تقسيم الغنائم والجوائز والتصوير مع رئيس الجمهورية
الإعلام المصرى تحدث كثيرا ولكن لم يُسمع احد لأنه لم يقدم للعالم الرموز المصريه التى يحترمها والمصداقية التى تصل للقلوب ما حدث بعد المباراة كان مسرحيه هزليه تم إعداد فصولها فى استوديوهات التلفزيون وخيال المصريين
العرب تتساءل عن سر وجود الحزب الحاكم فى المدرجات
الخلاصه
اعتقد أن الخطاب الإعلامى المصرى لابد من إعادة دراسته لكى نستطيع أن نستفيد من أخطائنا وأيضا لكى نستطيع أن نكتسب حب واحترام الاخرين ونستطيع ان نصل بقضيتنا الى النقطه التى يحترمنا ويقدرنا فيها الاخرين
اعتقد أن نفس الكلام ينطبق على كل قضايانا العربية والمصرية